خطة بايدن للبنية التحتية هل تضيف ضغطًا على أداء الدولار؟
أكبر استثمار لتوليد الوظائف ومحاربة عدم الدخول في مرحلة من الركود. كنا قد تحدثنا سابقًا عن تقرير يشير إلى عمليات ادِّخار موسعة في الاقتصادات الكبرى، تصل تلك الادِّخارات إلى أكثر من 3 تريليونات من الدولارات. حسب تقرير لصندوق النقد الدولي يتحدث عن أن تلك الأموال تستطيع تحقيق معدل نمو بما يزيد عند 2.3 % إذا ضُخَّت إلى الأسواق. ولكن السؤال الأهم هنا: لماذا لم تُضَخ تلك الأموال حتى الآن؟
ربما لأسباب عديدة، يبدو أهمها: الخوف من سوق العمل وفقدان العديد من الوظائف، وتسعى الحكومة لمحو تلك المخاوف من المواطنين ودفعهم للاستهلاك والعودة إلى النشاط الطبيعي، لذلك نشاهد "بايدن" منذ توليه يحارب من أجل هذا الأمر؛ بدأ من الشيكات وخطة 1.9 ترليون دولار ولم ينته الأمر بعد، فهنالك خطة جديدة بقيمة 2.3 تريليونات من الدولارات مقسمة على ثماني سنوات لدعم سوق العمل والبنية التحتية في المقام الأول.
ولكن ما الفرق بين الحزمة الأولى والثانية؟
الحزمة الأولى: تُمَوَّلمن خلال الاقتراض والدفع المباشر للمواطنين.
الحزمة الثانية: تُمَوَّلمن خلال دافعي الضرائب، حيث يعمل بايدن على زيادة الضرائب بواقع 28%.
هنا يكمن الخلاف الأكبر بين الديمقراطيين والجمهوريين من جديد -فيما يبدو- خلافًا بدون تأثير على القرارات نتيجة لسيطرة الديمقراطيين على مجلسي التشريع؛ النواب والكونجرس.
هل تتأثر أسواق الأسهم؟
بطبيعة الحال أسواق الأسهم لا تريد مزيدًا من الضرائب؛ إذ إن الحزمة تسعى لرفع مزيد من الضرائب من 21% إلى 28% بعد أن قام ترامب بتخفيضها سابقًا خلال ولايته.
ولم يكتفِ بايدن بهذا الأمر فقط بل سيسعى لتطوير وسد ثغرات قانون الضرائب حتى لا تتمكن الشركات من عمليات الاندماج مع شركات أخرى أو نقل مقراتها خارج الولايات المتحدة في ملاذ ضريبي لا يوقعها تحت المسائلة عن ضريبة الدخل.
حتى الآن لم تُظهر أسواق الأسهم أي من التراجعات، ولكن الجدير بالذكر أن أسواق الأسهم تحتاج إلى موجة من التصحيح في الفترة الحالية، المخاوف تكمن في أن عمليات التصحيح تلك يمكن أن تدفع الأسواق لموجة بيعيه هي الأكبر ربما تصل إلى أكثر من 10%.
الحديث الآن أنه من المحتمل أن يتم تمرير القانون في الـ 4 من يوليو، ولكن من المحتمل أن يلقى هذا القانون معارضة كبرى من الطبقة المؤثرة في صناعة القرار وممولي الحملات الانتخابية المستهدفة من الأصل بهذا القانون في المقام الأول؛ إذ إنها ستكون الطبقة الأكثر تضررًا من هذا القانون.
نظرة على البيانات داخل الولايات المتحدة الأمريكية
ربما التحسن الكبير الذي يشهده سوق العمل بالولايات المتحدة هو ما يؤثر على العديد من القطاعات الأخرى، في ظل نظرة متفائلة حيال معدلات النمو التي تتوقع بعض المؤسسات أن تتجاوز الـ 6 % أيضًا في ظل حملات موسعة لوصول اللقاح إلى كل فئات الشعب الأمريكي.
من معدلات البطالة التي تُظهر تحسنًا ننتقل إلى حديث "جيروم باول" الذي تحدث عن إمكانية تغيير السياسة النقدية في ظل تحسن سوق العمل. والجدير بالذكر أن تحسن سوق العمل لا يعني الوصول إلى حالة التوظيف الكامل؛ إذ نحن على أعتاب تغييرات في تلك السياسة ربما نشهدها بداية العام المقبل وليس في نهايته.
أداء تداولات الدولار أندكس في الفترة الحالية:
كما نشاهد أداء تداولات مؤشر الدولار الأمريكي أمام مستويات هامة من الناحية الفنية بالقرب من مستويات الدعم الهام عند مستويات الـ 92.50، يبقى الدعم هامًا حتى مستويات الـ 92 نقطة على مؤشر الدولار أندكس.